اليارسانية أو الكاكائية (أهل الحق) | مدونتي احتراف

اليارسانية أو الكاكائية (أهل الحق)

 إجتماع الزردشتية و و اليزيدية و اليهودية و الإسلام العلوية في شارب واحد 


الأصل: زردشتية / يزدانية / إسلام
العقائد الدينية القريبة: يزيدية، علاهية، إسلام، زردشتية، علويون
الأصول و الإمتداد: اليارسانية، أو الكاكائية، و التي تسمى أيضا بأهل الحق (من قبل الإيرانيين، والعرب) هي عبارة عن أحد فروع الديانة اليزدانية القديمة (كلمة يزدان تعني الرب أو الخالق أو الله) التي كانت معتنقة من قبل معظم الأكراد قبل المد الإسلامي في كردستان و التي تقسم في الوقت الحاضر إلى ثلاثة أقسام رئيسية و هي اليزيدية، اليارسانية، علويو تركيا
يعيش اليارسانيون أو أهل الحق في غرب إيران و بالتحديد في محافظة (کرمانشاه) و أيضا" يعيشون في منطقة كركوك في شمال العراق بينما اليارسانيون أو أتباع(أهل الحق) من الأكراد يعيشون في مندلي و خانقين و بعقوبة في محافظة ديالى و كذلك في أربيل و السليمانية و الموصل و بغداد، ويقدر اعدادهم بأكثر من مليون نسمة من سكان العراق
يعتقد أهل الحق بوجود خالق أعظم أساسي بالإضافة إلى 6 تجسدات للخالق في صور أو هيئات محددة و يتم تجسد الخالق على هذه الهيئات في بداية عهد أو فترة زمنية مهمة. من بعض هذه التجسدات حسب العقيدة اليارسانية هو المسيح، علي، سلطان شاهاك و الذي ادعى أن ولادته كانت من عذراء. يؤمن أتباع اليارسانية بتناسخ الأرواح و يؤمنون أن الخالق الأعظم لا يدير شؤون العباد بصورة مباشرة بل عن طريق تجسدات و منها 6 حتى عصرنا هذا. يطلق على الكتاب المقدس لأهل الحق إسم (سه ر ئه نجام) أو (سنچنار) و هو كتاب مخطوط باللغة الكوردية و يعني بالعربية (النتيجة العظمى)
أصل كلمة (يارسان): هي كلمة مركبة من كلمة (يار) و تعني المحبوب أو العاشق أو المتصوف و (سان) و تعني ذو الشأن أو ذو الوزن أو ذو المكانة. و هناك رأي آخر يقول بأن كلمة (سان) أصلها يعود إلى (سان سهاك) و هي مختصر كلمة (سلطان إسحاق) و عليه فأن أصل الكلمة تعني أتباع و أحباب و مريدوا و عشاق السلطان (إسحاق البرزنجي بن شيخ عيسى بن بابا علي الهمــداني).
و له من أبنائه (7) أبناء و هم السيد (محمد) و يدعون بـــ (شاه إبراهيمي) و الثاني هو السيد (عبد الوفاء) و يدعون بــ (الخاموشيين) و الثالث هو السيد (مير أحمد) أو (مير سوور) و يدعون بـــ (الميريين) و الرابع هو السيد (مصطفى) و يدعون بـــ (المصطفايين) و الخامس هو السيد (شهاب الدين) الذي أنجب أربع بنات اشتهرن بورعهن و هن (زوجة سيد مصطفى المعروف ببير شهريار، و الثانية هي زوجة شيخ محمد المعروف ببابا مردوخ و هي والدة إبنه مولانا كوشايش ناشر الدين في هورمان و البنت الثالثة و الرابعة هن زوجتي بير محمد و بير شمام)، و السادسة هي السيدية (حبيبه شاه) و هي لم تنجب أولاد لعدم دخولها الحياة الدنيوية و السابع هو السيد (باويسي) و يدعى بـــ (علمدار) أو (الباويسيين)
و يعتبر هؤلاء السادة مشايخ و سادات اليارسانيين و يدعون بــ (پیر) أي الشيخ الديني و يديرون المراسم الدينية في طقوس خاصة لا يشارك فيها غير الأتباع أو المريدين و يصنفون بالمرتبة الثانية (صف هفتوانه) أي السبعة و يأتون بالمرتبة الثانية بعد صف (هفتن) أي الأجساد السبعة و هم (لاحظوا الأسماء اليهودية هنا): (پیر بنيامين (الرسول)، داوود (الدلیل)، پیر موسى (دفتر دار)، كاكه مصطفا (كماندار)، يادگار (زردوبام) - اي الشمس المتوهجة و ئيوت (هوشيار - أي الذي يوقض الناس يوم الحشر بنفخهِ الصور (آتية من التوراة العبرية: الملاك سيرفائيل أو الملاك إسرافيل القرآني و هو الملاك الذي ينفخ في الصور)
و يأتي في المرتبة الثالثة صف (هفت خليفة) و هم خليفة محمد و خليفة عزيز و خليفة شاشا و خليفة شابدين و خليفة باپیر و خليفة جبار و خليفة أمير و هؤلاء مساعدوا الپیر في أداء الطقوس و المراسم الدينية. و يلي هؤلاء المرتبة الرابعة (72 پیر) و هم مرشدوا المريدين
ماذا تعني الكاكائية؟
كلمة (كاكائية) هي كلمة كردية مأخوذة من (كاكا) بمعنى الأخ، و النسبة إليها (كاكائي) و النحلة أو الملة يقال لها (كاكائية) بمعنى أخوية. و يقال في سبب تسميتها أن أحد رؤسائها المؤسسين لها كان من السادة البرزنجية في أنحاء السليمانية فبنى تكية في قرية برزنجة وضعت لسقفها العمد، و لكنها قصرت عن جدران البناء فقال لأخيه مدها أيها الأخ (كاكا) و صاروا يدعون ب(الكاكائية) نسبة" لهذه الحادثة. كما يقال أيضاً انها (الأخية) الطريقة المعروفة في العراق و إيران و تركيا و تنسب إلى (أخي) و أصلها أن كل واحد من سادة هذه الطريقة البرزنجية يدعو الآخر من جماعته بـ (أخي) بالاضافة إلى ياء المتكلم، و يعنون أن أصحاب هذه الطريقة هم أخوة
عرفت (الكاكائية) كنحلة أو ملة في القرن العاشر و الحادي عشر الهجري، و لا يقطع بتاريخ ظهورها كعقيدة بهذا الإسم حيث كانت معروفة قبل هذا التاريخ بشكل طريقة تصوفية. و يقال إنها كانت تعرف بـ (الفتوة) حيث ذكر ذلك في مؤلفات عديدة و لا يعرف عن (الكاكائية) اليوم أكثر من التغني ببعض الأشخاص و الإحتفاظ ببعض أشعارهم و هم جماعة مسالمة تنبذ العنف و لا يودون الإحتكاك بالمجتمع و لا بالترغيب إلى معتقدهم و لا بالدعوة إليه، و الملاحظ هو تكتمهم الشديد إزاء ما يعتقدون و لهذا فإن الأوهام و الشبهات كانت تحوم حولهم . هذه الملة مشهورة في العراق و تدعى (الفتوة) و انتشرت في الأناضول بإسم (الأخية) و شاعت بهذا الإسم لدى الأتراك و في إيران ثم تحولت إلى (كاكائية). يقول طه الهاشمي في كتابه (مفصل جغرافية العراق): قبيلة الكاكائية خاضعة لنفوذ السادة البرزنجية تسكن الساحة الواسعة عند جبل برادان (أصل كلمة برادايس / الجنة مذكورة في بحث سابق لنا من سلسلة الأديان الإبراهيمية) و تعيش على الزراعة ...
كتب الكاكائية:
الكاكائية يصرحون بأن عقائدهم مكتومة، لا يبوحون بها و لا يجيزون إفشاء أسرارهم، و من أهم كتبهم كتاب (خطبة البيان) و هو من أشهر ما عرف عنهم، فهم يعدونه من أعظم كتبهم و أجلها، لكنهم لا يرغبون في أن يطلع أحداً عليه، أو أن يقرأه امرؤ غيرهم، لما فيه من أوصاف تنسب إلى الإمام علي بن أبي طالب. و لديهم أيضا"كتاب (جاودان عرفي) الذي يعد من كتبهم المهمة، و هو منتشر باللغتين الفارسية و التركية، و لديهم أيضا" أكثر من خمسة عشر كتاباً آخر

عقائد الكاكائية:
تتصف عقيدة الكاكائية بالغلو الشديد و لعل أشد المؤثرين على عقيدتهم كان الحسين بن منصور الحلاج. و الكاكائية لا يصرحون بعقيدتهم و لا يعلنون عنها، و أهمها هو اعتقادهم بتأليه الإمام (علي بن أبي طالب) على أن أبرز معتقداتهم هي كما يلي:
الإعتقاد بالله: و هذا عندهم من أكثر العقائد غموضاً فهم يرون أن (الله) لا يصح وصفه أو نعته و لا حتى تسميته أو الإتصال به بأية طريقة إلا في حالة واحدة بأن يظهر في الأشخاص رأفة منهم بهم و أنه يبرز بطريقة (وحدة الوجود): و هي ظاهرة في شعرهم و هي أصل الحلول (أي حلول الروح بالجسد) حيث لا يسلم بالحلول إلا بعد التسليم بوحدة الوجود و هم في هذا يشتركون مع الصوفية، حيث يعتقدون أن الكون هو الله، و الكل يرجع إليه و يعود إلى حقيقته
الإعتقاد بتناسخ الأرواح: و هذا من عقائدهم الأصلية و هو نتيجة للحلول، فإذا لم يتم التناسخ فلا يحدث الحلول ابداً، و معناه عندهم إنتقال الروح العادية من بدن إلى آخر حتى تطهر و تكون صالحة مجردة عما ارتكبته من أعمال أو ما اقترفته من آثام
القرآن: الكاكائية لا يتلون القرآن، و يعد في نظرهم غير معتبر لأنه من جمع عثمان و ليس القرآن الذي أتى به (النبي)
اليوم الآخر: و يقصدون به يوم (ظهور الله) في شخص و حلوله فيه، و هذا ينطبق مع إعتقاد الصوفية، الإعتقاد باليوم الآخر من أركان الإيمان التي يجب على المسلم الإيمان بها. و لتوضيح إعتقاد الكاكائية في اليوم الآخر بشكل أكثر، نراه فيما يلقنون موتاهم، فهم يقولون للميت: إذا جاءك منكر و نكير فقل عندي كذا حنطة و كذا شعير. و كلها مدخرة في المخازن الفلانية، فإذا لم يرضيا فأعطهما صحن عدس، و فنجان خمر فإن لم يقبلا فقل أنا كاكائي أغربا عني، و اذهبا إلى غيري ! و حينئذ يذهبا عنك و امضي أنت إلى الجنة !! .. و هذا الكلام يدل على أن الكاكائية نتيجة إيمانهم بالإنتقال و التناسخ، فهم لا يبكون على ميت بالعويل و الصراخ و الحزن مثل غيرهم من أتباع الأديان الإبراهيمية الثلاثة فهذا عندهم غير جائز بل إنهم يحتفلون و يدقون الطبول بانتقال الروح و حلولها في جسد آخر و استمرار الحياة .. فهي طريقتهم في قهر الموت و تقديس الحياة و انتصار إرادة الحياة على الموت !!
طبقات الكاكائية:
كما أشرنا فيما سبق، يصنف الكاكائية إلى مجموعة من الطبقات و هي كالتالي باقتضاب:
(1) السادة: و هؤلاء هم الأمراء و رؤساء الدين جمعوا بين الإمارة و الرئاسة الدينية
(2) الدليل: و يسمى عندهم (مام) و لهم منزلة خاصة، و هم يتولون الإرشاد و يقال للواحد منهم (مرشد) أو (بابا)
(3) الأخوان: و هم الباقون المعروفون بالعامة (الكاكائية) و يتجلى بينهم التعاون تطبيقاً لمبدأ الأخوية
عباداتهم و أعيادهم:
الكاكائية لا يراعون العبادات و التكاليف و يعرفون (بالنيازية) أي (أصحاب النذور)، كما يدعون غيرهم (بالتمازية) أي أهل الصلوات. و لديهم في كل سنة يوم يصومونه يدعونه (يوم الإستقبال)، ثم يصومون ثلاثة أيام يدعونها أيام الصوم، ثم بعدها يوم يسمونه يوم العيد
الزواج و الطلاق:
الزواج لدى الكاكائية لا يتبع مراسيم أو إحتفالات معينة و إنما هو عقد بسيط يكون على يد شيوخهم و لا يشترط فيه رضى الأولياء و الأقارب و إنما يتوقف على رضى الطرفين، و يجري يوم الإثنين أو الجمعة، و هذان اليومان مقدسان عندهم أما تعدد الزوجات و الطلاق من طرف واحد فهما أمرين ممنوعين قطعاً و حجة ذلك أن العقد جرى برضى الطرفين فلا يبطل إلا منهما معاً فلا يستقل به أحد من الزوجين دون رضى و موافقة الآخر
من عاداتهم أنهم لا يقصون شواربهم و هي علامة خاصة بهم حتى يتميزوا عن غيرهم، كما أنها تبرك بقصة منسوبة للإمام علي تقول أنه عندما شرب من الماء الذي غسل به الرسول صارت تطول شواربه فكلما قصها تعود لتطول ! فلذلك الكاكائية و معهم البكتاشية يراعون تطويل شواربهم. و من عاداتهم أيضا" أن يكون الكاكائي أخاً للكاكائي و أن تعتبر الكاكائية الأنثى حراماً عليه فيما عدا الزواج، و ألا ينظر إليها بسوء لأنها تعد أخته، و بيت الواحد هو بيت الآخر، و أن يطيعوا السيد المعروف بـ (البير) و هو رئيسهم و عليهم أن يتبعوه و لا يجوز الخروج عن أمر السادة. و هم مشهورون أيضا" بالتكاتف و التناصر و هو قائم بينهم بلا قيد أو شرط سواء" أكان ذلك في تعاونهم أو في تضامنهم مع بعضهم البعض لدفع خطر من الأخطار. لا يقبل من هو في مرتبة (السيد) منهم هدية أو أعطية و لكن له حق التصرف في جميع أموال الكاكائية و هذا ما يعرف لديهم بما يسمى (إباحة الأموال)، و هم يحرمون السرقة لذلك فبيوتهم مفتوحة الأبواب لأنهم في مأمن من جماعتهم. عرفوا أيضا" بالتكتم و الإئتمان على الأسرار بشكل تام، و هذا الأمر مقدس عندهم فهم لا يظهرون عقائدهم و لا مراسمهم علناً، و يعد التكتم من واجباتهم الدينية المقدسة لدرجة أنه أصبح يضرب بهم المثل فيقال: فلان (كتوم للسر مثل الكاكائي). يومي الإثنين و الجمعة هما يومان مقدسان من أيام الأسبوع و فيهما تقام الأعراس و الزيجات و المناسبات الإجتماعية و الإجتماعات العامة و غيرها. و من عاداتهم الطريفة (أكلة المحبة)، و هي تقام في مناسبات الإجتماع العام، و فيها يذبح الرجل ديكاً و يطبخ معه حنطة أو أرزاً، و يقدم للشيخ، أو يقوم الرئيس بذبح شاة أو خروف و يدعي أهل القرية الذين يقيمون مهرجاناً كبيراً و يبادرون بالرقص و يقرأ دعاء الألفة و يوزع الطعام (الأكلة) و من أكل من هذه الأكلة المباركة نال الثواب !!


من وحي عاشوراء .. و التصوف العلوي !
اليارسانية أو أهل الحق هي من الطوائف النادرة في العالم التي يشارك في إحتفالاتها الدينية جميع الناس أطفال و نساء و شيوخ و رجال و عامة و خاصة و الموسيقا هي صلاة بنسبة لهم وليست حرام .
اليارسانية هي طائفة تعتبر أنها من طوائف العلوية الصوفية ( العلاهيون ) أتباع الحاج بِكْتَاش وَلِيّ وهو يختلفون جذرياً عن العلويين العرب أتباع محمّد بن نصير يتواجدون في تركيا و إيران و ينتمون للقومية الكوردية بأغلبيتهن و يعتبرون أن ديانتهم هي إمتداد لرسالة زرادشت و يسوع و محمد و علي بن أبي طالب .
يعتقدون أن لا يجيب الإنتقام للحسين عن طريق الكره او الطائفية و لكن عن طريق الغناء و الحب و يعتقدون أن تنازل الإمام علي بن أبي طالب عن خلافة كان مهماً لتخليد رسالته الروحية

المصادر:
-صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي
- ويكيبيديا الموسوعة الحرة
- طه الهاشمي - مفصل جغرافية العراق
- رشيد الخيون - الأديان و المذاهب بالعراق، ماضيها و حاضرها
الكلمات المفتاحية

إرسال تعليق

التاريخ الكوردي

{picture#https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg4BbaMU3Fdie6CQAkQbWsr_jM8E4IchIbwp_WxzrMy2ns1pboVanLNdQ9sTzxzm1cz7cvbXGWyeFrGN0Lqit4em2t2L8Wi7QF-5rkJuZE4zSkOpce4s4UI2paofk76nW_sxk0Km976-N7f/s1600/mylogodirok.png} تاريخ الكورد وكوردستان عبر العصور الى يومنا الحاضر {facebook#https://www.facebook.com/diroka0kurdi/}

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.