ملاي ﺟﺰﻳﺮﻱ ( Melayê cızîrî)
بلنك ميتاني
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻟﻸﺩﺑﺎﺀ و الشعراء ، ﻫﻨﺎﻙ ﺁﺭﺍﺀ ﻣﺘﻀﺎﺭﺑﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﻭﻭﻓﺎﺗﻪ . ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻀﺎﺭﺏ ﺑﺮﺃﻳﻨﺎ ، ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺂﺧﺮﺓ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ( ﻧﻬﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻭﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ) .ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﺭﻏﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻀﺎﺭﺑﺔ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺻﺢ ﻣﻨﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﺠﺰﺭﻱ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻟﻤﻼ ﻣﺤﻤﺪ ﺯﻓﻨﻜﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻛﻞ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻟﺸﺮﺣﻪ ﻷﺷﻌﺎﺭ ﺟﺰﺭﻱ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ .
ﻭﻟﺪ ﺟﺰﻳﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺑﻮﻃﺎﻥ ( cızîra Botan) ﺳﻨﺔ 1570 ﻡ ﻭﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1645 ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻨﺎﻫﺰ 75 ﻋﺎﻣﺎً . ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻼ ﺃﺣﻤﺪ ، ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺑﺄﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻼ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ( ﺍﻹﻣﺎﻡ ) ﺑﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺃﻳﻀﺎً ( ﺃﻱ ﻣﺎﻣﻮﺳﺘﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ) .
ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻼﻟﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ( ﻓﻘﻪَ ) ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ـ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ . ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ .
ﻳﻨﺘﻤﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻧﻴﺔ ( ﺍﻟﺒﻮﻃﺎﻧﻴﺔ ) ، ﻭﺗﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺃﺑﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ . ﻭﺃﺧﺬ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﻼ ﻃﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳُﺪَﺭﺱُ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺳﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ( ﺁﻣﺪ ) . ﻭﻛﻤﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﻋﻠﻮﻣﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻫﻜﺎﺭﻱ ﻭﻭﺍﻥ ﻭﺁﻣﻴﺪﻳﺔِ ﻟﺬﺍ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺩﻳﻨﻲ ﻭﺃﺩﺑﻲ ﻭﻓﻠﺴﻔﻲ ﺑﻔﻀﻞ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ .
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻣﺎﺭﺱ ﻣﻬﻨﺔ " ﺍﻟﻤﻼ " ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ، ﺗﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺗﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺯﺍﻫﺪ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﺸﻖ ﺍﻹﻟﻬﻲ ( ﻋﺸﻖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ) . ﺃﻱ ﺑﺘﻌﺒﻴﺮ ﺁﺧﺮ ، ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ( ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ) ﻭﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ( ﺍﻟﺰﻫﺪﻳﺔ ، ﺍﻟﻤﺴﺘﻴﻜﻴﺔ ، ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ) .
ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺗﻢ ﺩﻓﻨﻪ ﻓﻲ " ﻣﺪﺭﺳﺎﺳﻮﺭ " ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ، ﻭﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺍ ﺑﻮﻃﺎﻥ . ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺟﺰﻳﺮﻱ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻓﻘﻂ . ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻹﻟﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ . ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺃﺳﻤﻰ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ . ﻭﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﻯ ﺃﺑﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﺣﻮﻝ ﻓﺮﻫﺎﺩ ﻭﺷﻴﺮﻳﻦ ﻭﻣﻠﻚ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺑﺮﻭﻳﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
" tenê Ferhad dızanıt lezetê eşqê
Ku wî can daye şêrînê ne perwîz "
ﺃﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎﻳﻠﻲ :
" ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻓﺮﻫﺎﺩ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﺬﺓ ﺍﻟﻌﺸﻖ ،
ﻷﻧﻪ ﺃﻋﻄﻰ ﺭﻭﺣﻪ ﻟـ ﺷﺮﻳﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺮﻭﻳﺰ ".
ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺑﺮﻭﻳﺰ ﻻﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ، ﺑﻞ ﺃﻥ ﻓﺮﻫﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺤﻰ ﺑﺮﻭﺣﻪ ﻭﺟﺴﺪﻩ ( ﻛﻠﻤﺔ ﺟﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ) ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺷﺮﻳﻦ ﻣﺤﺒﻮﺑﺘﻪ ﻭﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺮﻭﻳﺰ . ﻷﻥ ﺑﺮﻭﻳﺰ ﺇﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﺮﻫﺎﺩ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻷﻓﻼﻃﻮﻧﻴﺔ .
ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺟﺰﻳﺮﻱ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺮﺭ ، ﻷﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ .
ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎﻳﻠﻲ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ( ﺑﻌﺪ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ) : " ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻄﻬﺮ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻻﺑﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺷﻘﺎً ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ . ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺸﻘﻮﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﻠﺘﻘﻮﻥ ﻣﻊ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﺘﻨﻈﻔﻮﻥ ﺑﺎﻃﻨﻴﺎً . ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻨﺠﺤﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﺳﻮﻑ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻣﻊ ﺃﻭﺳﺎﺧﻬﻢ ﺃﺑﺪﻳﺎً ".
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺕ ، ﻷﻧﻬﺎ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﺟﻠﻴﺔ . ﻟﻘﺪ ﺭﺑﻂ ﺟﺰﻳﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﻭﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ( ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻜﺒﺮ ﻭﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﻟﺔ ﻭﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ ﺑﺎﻟﻤﺎﺩﻳﺎﺕ ... ﻭﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ . ) ﻭﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺳﺒﻴﻼً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ ، ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻷﺑﺪﻱ .
ﻟﻘﺪ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﻱ ﻓﻲ ﺃﺩﺑﻪ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻴﺮﻩ ﺃﻳﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ، ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ، ﺑﻞ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻋﺸﻘﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺎﺩﻱ ﻭﺩﻧﻴﻮﻱ . ﻭﻗﺪ ﻟﻔﺖ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺴﻄﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ :
" mîrî u patîşahî muyek lı nıg melayî
Nadım bı mılkê alem yek zere yek ınayet "
ﺃﻱ ﻳﻘﻮﻝ :
" ﺍﻷﻣﻴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺷﺎﻭﻳﺔ ﺷﻌﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻼ ،
ﻻ ﺃُﻏَﻴﺮُ ﺑﻤﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺫﺭﺓٌ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻋﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ".
ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻷﻣﻴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺷﺎﻭﻳﺔ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻷﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﻴﻦ ، ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻜﻠﻤﺔ " ﺍﻟﻤﻼ " ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮ ، ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺬﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺑﺎﻟﻌﺸﻖ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺣﺐ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ( ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ) ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ . ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺟﺰﻳﺮﻱ ﻗﺪ ﻓَﻨَﺪَ ﺇﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺤﻘﻪ ﺣﻮﻝ ﻗﺮﺑﻪ ﻟﻸﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﻴﻦ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺴﻄﺮﻳﻦ . ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺟﺰﻳﺮﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺮ ( ﺍﻷﻣﻴﺮ ) ﺷﺮﻑ ﺧﺎﻥ ( ﺃﻣﻴﺮ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺑﻮﻃﺎﻥ ) ﻭﻣﺪﺣﻪ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ .
ﺇﻥ ﺟﺰﻳﺮﻱ ﻭﺿﺢ ﺣﺒﻪ ﻭﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﻮﻃﻨﻪ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺴﻄﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ :
Gulê baxê ıremê Buhtanım
Şeb çıraxê şabê kurdıstanım
ﺃﻱ ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ :
" ﺃﻧﺎ ﻭﺭﺩﺓ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺇﺭﻡ ﺍﻟﺒﻮﻃﺎﻧﻴﺔ ،
ﺃﻧﺎ ﺷﻤﻌﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻴﺔ ".
ﺇﻥ ﺟﺰﻳﺮﻱ ﺟﻤﻊ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ ﺑﻴﻦ ﺣﺒﻪ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻃﻨﻪ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺷﻐﻔﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺳﻠﻄﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻋﻄﺎﺀﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻹﻣﺎﺭﺓ ﺷﺮﻑ ﺧﺎﻥ ﺍﻟﺒﻮﻃﺎﻧﻴﺔ . ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﺇﻧﻪ ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺷﺮﻑ ﺧﺎﻥ ﻭﻋﺎﺷﺮﻩ ﺑﺤﻜﻢ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﺰﻳﺮﺍ ﺑﻮﻃﺎﻥ ( ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﺗﺨﺖ ﺷﺮﻑ ﺧﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺗﻴﺔ ) .
ﻟﻘﺪ ﺳﻠﻢ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺃﺣﻤﺪ ﺧﺎﻧﻲ ﻣﻼﻱ ﺟﺰﻳﺮﻱ ﺣﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﺮﻳﺮﻱ ﻭﻃﻴﺮﺍﻧﻲ . ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺟﺰﻳﺮﻱ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ :
Ger dê hebuya me jî xwedanek
Alî keremet u letîfe danek
Ilm u huner u kemal ızan
Şıır u xezal u kîtab u dîwan
Ev cıns bıbuya lı ba wî meêmul
Ev neqd bıba lı nık wî meqbul
Mın dê elema kelamê mewzun
Alî bıkıra lı banê gerdun
Bı navê rıha melayê cızîrî
Pê hey bıkıra Elî Herîrî
Keyfek wê bıda Feqê Teyran
Heta bı ebed bı maya Heyran
ﻭﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎﻳﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ :
" ﻟﻮﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻨﺎ ﺻﺎﺣﺒﺎً ،
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﻟﻄﻴﻒ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ،
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ،
ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻐﺰﻝ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ،
ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻤﻮﻻً ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ،
ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺒﻮﻻً ﻋﻨﺪﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺪ ،
ﻟﻘﻤﺖ ﺑﺮﻓﻊ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻮﺯﻭﻥ ﻋﺎﻟﻴﺎً ،
ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ ،
ﻷﺣﻴﻴﺖ ﻋﻠﻲ ﺣﺮﻳﺮﻱ ،
ﺑﺈﺳﻢ ﺭﻭﺡ ﻣﻼﻱ ﺟﺰﻳﺮﻱ ،
ﻭﻷﻋﻄﻴﺖ ﻧﺸﻮﺓ ﻟـ ﻓﻘﺔ ﻃﻴﺮﺍﻧﻲ ،
ﻇﻞ ﻣﻌﺠﺒﺎً ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ."
ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺘﻘﺪ ﺟﺰﻳﺮﻱ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺄﺩﺑﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﻄﻦ ﻭﻣﺠﺎﺯﻱ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻔﺖ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﺎﻟﺴﻄﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ :
Ger luluek jı nezmê mensur tu dıxwazî
Wer şıırê Melê bıxwîn te bı şîrazê çı hacet
ﺃﻱ ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ :
" ﻟﻮ ﺃﺭﺩﺕ ﻟﺆﻟﺆﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﻨﺜﻮﺭ ،
" ﻟﻮ ﺃﺭﺩﺕ ﻟﺆﻟﺆﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﻨﺜﻮﺭ ،
ﺗﻌﺎﻝ ﻭﺇﻗﺮﺃ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﻼ ، ﻟﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﻴﺮﺍﺯ ".
ﻳﻌﻨﻲ ﺑـ ﺷﻴﺮﺍﺯ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﻴﺮﺍﺯ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ، ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺳﻌﺪﻱ ﺷﻴﺮﺍﺯﻱ ﻭﺣﺎﻓﻆ ﺷﻴﺮﺍﺯﻱ ، ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺘﺐ ﺷﻴﺌﺎً ﻳﻌﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ـ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ .
ﺇﻥ ﺟﺰﻳﺮﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍً ﺑـ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﺤﻼﺝ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ( ﻣﺤﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ) ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ . ﺣﻴﺚ ﺩﻣﺞ ﺑﻴﻦ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺓ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﻭﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻜﺮﺩ . ﻭﻫﻮ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﺽ ( ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ) ﻭﻓﻀﻮﻟﻲ ( ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ) ﻭﺣﺎﻓﻆ ﺍﻟﺸﻴﺮﺍﺯﻱ ( ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ) ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ .
ﺇﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺄﺑﻨﺎﺀ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺬﺍﺑﺢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﺄﻧﻨﺎ ﻣﻀﻄﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺘﺎﺟﺎﺕ ﺟﺰﻳﺮﻱ ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺎﺀ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ، ﻷﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺳﻮﻑ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻛﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻛﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ .
إرسال تعليق