التزوير العلني
الى متى الاستخفاف بعقل الشعب العربي
جوان سعدونالى متى الاستخفاف بعقل الشعب العربي
- اشتُهر أغلب الكُتّاب والمؤرخين العرب لدى الدول الغربية و مراكز البحث العلمي بالانحياز الفاضح لقوميّتهم و دينهم في كتاباتهم المتخصصة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا ، لدرجة وصلت بهم أن يتصرّفوا حتى بكتابات المؤلفين والمؤرخين الغربيين من خلال ترجماتهم لنصوص معينة و إحداثهم التغيير الكثير بمحتوى الكتب بما يتناسب مع أخيلتهم و أحلامهم و معتقداتهم حتى يمسي تغييراً جذرياً في الكثير من الأحيان .
مقدمة كتاب " البدو" المترجم للعربية |
- الأهم من ذلك هو أنّ المترجم قام بترجمة الأجزاء المتعلقة بالعرب فقط وتعديلها و أيضاً التي تتضمن احتكاكهم ببعض القبائل الكُردية ، ظاهراً بذلك أن القبائل العربية هي الطاغية في المنطقة ، علماً أن الكتاب الأصلي الموجود بالنسخة الألمانية غير مخصصة للقبائل العربية فقط.
- وكمثال آخر ، كتاب " تصنيف المائة الأكثر تأثيراً في التاريخ " لمؤلفه الأمريكي مايكل هارت ، اليهودي الديانة ، والذي يذكر من خلاله شخصيات إيجابية ( علماء و حكماء ) وسلبية ( مجرمين و طغاة ) أثرت في التاريخ و قام بترتيبهم من الأكثر تأثيراً والذي قام بترجمته أنيس منصور و تصرّف بالمحتوى ليتناسب مع معتقداته ، لدرجة إذا قرأت الكتاب باللغة العربية ستظنّ أنّ مايكل هارت مسلم الديانة فقد غيّر أنيس منصور حتى العنوان وسمّى الكتاب ( الخالدون المائة أعظمهم محمد رسول الله) ، والمصيبة أنّ أنيس منصور يعترف أيضاً في مقدمة ترجمته للكتاب أنّ تصرّف به وصحّح بعض الأمور ، و للأسف نال ما قام بتعديله أنيس منصور شهرة ساحقة في العالم العربي من خلال البسطاء و الغيورين على معتقداتهم الدينية على مبدأ ( الدعاية للدين أجر وثواب ) .
- من المعروف بالنسبة للجميع ، أنّ الدول الناطقة باللغة العربية لا تمتلك قراءً بنسبة كبيرة ، فمن سيقوم أصلاً بمحاسبة هؤلاء المدلّسين؟
- تعلّم أغلب الشعب العربي أن يتهم غيره ممن يخالفه المعتقد و الرأي بالتزوير والتحريف دون تحديد الجزء المحرّف والمزور أو على الأقل كشف الأصل بالدليل الملموس، كاتهاماتهم كتب الديانات الأخرى بالمحرّفة دون الكشف عن الأصل الصحيح ، وبدلاً من إثبات اتهاماتهم بالأدلة الملموسة يقومون بالتصرف بمحتويات مؤلفات الآخرين بدون أدنى ذرة من الاحترام لعقول شعوبهم الغارقة في ملاحقة الدعاية للمستبد أو للدين .
إرسال تعليق